طرقتُ أبوابَ النعيمِ جميعها ** ومع ذلك لمْ يُجبْنِي منهم أيُّ بابْ
وحاولتُ التعـمقَ في الخيالِ ** فـلمْ أجـدْ في داخـلي إلاَّ الســرابْ
وطلبتُ ثباتَ قدمي في الحياه ** لكي أستطيعَ أنْ أعيشَ مع الذئابْ
فــلـمْ يـلـق طــلبي الـقـــبولَ ** فــصرتُ كالنائمِ بين السِّــــحابْ
تقبَّلتُ وضْعي الجديدَ على مضضٍ ** فقابلوني بالعداوةِ والسِّبابْ
حتى أنِّي أردتُ لمنْ دوني الغِنَى ** وتـــمنيتُ لمن فوقي التُّرابْ
حتَّى رأيتُكِ فــــأفـقْتُ لنفسي ** صـــــــارَ حالي ككافرٍ باللهِ تابْ
كـــــشابٍّ هائمٍ في طاعةِ اللهِ ** ويالجمالَ نفسِه بين الشبابْ !!
أخبريني أين كنتي طول عمري ** ذاقَ قلبي المرَّ فيه والعذابْ ؟؟
وأعترضتني المآسي والصِّعاب ** التي مالو رآها الشابُّ شابْ
وارتكبتُ كلَّ أنواعِ الفــــــظائعِ ** حتَّى أتَى العيبُ للدنيا وعابْ
بحثتُ عنكِ بين نساءِ الكونِ ** حتَّى وجدتُ قلبيَ المسكينَ ذابْ
اشتقتُ إليكِ هــــذه السنوات ** حتَّى هُدِيتُ إلى السبيلِ إلى المآبْ
من أجلكِ أقلعتُ عن التدخينِ ** وسـكبتُ كــــــلَّ كاساتِ الشرابْ
هذَّبْتُ نفسي منْ آفاتِ نفسي ** لمَّا عـــــلمتُ أنَّ قلبيَ قدْ أصابْ
ماهـذا الشعورُ الذي ينتابُني ؟ ** أإضْطِرابٌ هو أم هو إنجذابْ ؟؟
أم هناءٌ أم هذا هو الــــهوى ؟ ** لا وربِّي مـــا هو إلا انتسابْ
فأنـا منكِ وأنتِ سيدتي ومنِّي ** يــــا جُمَاعَ أنهرِِ الدُّنيا العِذابْ
يا أطيبَ قلبٍ في أرجاءِ الكونِ ** يا من وضعتي هواكي على قلبي فطابْ
أوتــــــــعلمينَ ما هي أُمْنِيَّتِي ؟ ** سَتَعْجُبِينَ منِّي فإنِّي أُتوّق أنْ أُصابْ
حتَّى تهبينني من دمكِ المعسول ** فيجري فيَّ فأصيرُ كالأسدِ المُهابْ
يا زهرةً من رياضِ الـــــــخلود ** يا ضحكةَ الفجرِ في أفقِِ الرِّحابْ
يا طلعةَ البِشْرِ يا حورَ الــجِنان ** يا أجملَ مِن أجملِ الخيلِ العِرابْ
اسأليني فاكهةَ القمرِ أو حليبَ ** الـعصافيرِ ، ستجدينَ الجوابْ
أو جزيرةَ حبٍ لمْ تسكنْها امرأةٌ ** قبلِكْ ؛ سأرجوكي إلى قلبي الذِّهابْ
يا شُذاةَ الطُّهرِ ، يا جبينَ الشمسِ ** يا بريقَ المُنَى ، يا أعلى الرقابْ
يا صدى النايِ في أرجاءِ نفسي ** يا واديَ الحقِّ ، ياعينَ الصوابْ
اطلبيني تجدينَ بين أضلعِكي ** عاشقًا تهاوتْ عن عشقِه الثِّيابْ